افتتاحية: في الحاجة للإعلام الملتزم بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحين

افتتاحية: في الحاجة للإعلام الملتزم بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحين

annahj-500-1-800x487 افتتاحية: في الحاجة للإعلام الملتزم بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحين


افتتاحية: في الحاجة للإعلام الملتزم بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحين*

إنه العدد 500 من جريدة النهج الديمقراطي جريدة الطبقة العاملة المغربية وحلفائها؛ إنها مسيرة تضحيات جسام من أجل تحرر الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين؛ فتحية للرفيقات والرفاق الذين ضحوا بدون حدود لكي تستمر الجريدة المركزية لحزبنا في لعب دورها الإشعاعي وفضح الاستغلال والاستبداد وكشف زيف ما يقدمه الإعلام المخزني، والسلام والسكينة لأرواح الذين فقدنا منهم خلال هذه الملحمة؛ ويحق للنهج الديمقراطي العمالي أن يفتخر بجهدهم واجتهادهم لتقديم إعلام بديل مناضل ومتميز لقد قضوا سنوات من العمل والإبداع والصبر، ولم ينل من عزيمتهم وإصرارهم لا الحصار المخزني ولا قلة الإمكانيات المادية وضغط الوقت؛ تحية للرفيقات والرفاق الذين ينقلون أخبار النضالات العمالية والاحتجاجية الشعبية وقضايا حقوق الانسان والحريات العامة والاعتقال السياسي من مختلف مناطق المغرب ويساهمون بإبداعاتهم واجتهاداتهم. إن تظافر جهود الجميع هو الذي يسمح باستمرار إعلامنا في القيام بأدواره والمساهمة في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة.

لقد كانت جريدة النهج الديمقراطي، ولا زالت حاضرة للتعريف بالمطالب والنضالات والحراكات الشعبية ولم تتوان يوما في فضح السياسات المخزنية المعادية لمصالح الجماهير؛ وكانت في نفس الوقت دائمة الحضور في مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة ؛ وقامت بأدوار مهمة في توفير الشروط للإعلان عن حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين في المؤتمر الخامس لحزبنا الذي انعقد في الرباط أيام 22 و23 و24 يوليوز 2022.

إن نجاح الطبقة العاملة في القيام بمهامها التاريخية يفرض عليها بناء حزبها المستقل لقيادة نضالها من أجل القضاء على الرأسمالية. وإذا كان المؤتمر الخامس قد توفق في الإعلان عن هذا الحزب فإن مهمة بنائه ليست بالعملية السهلة وتتطلب تحقيق أهداف أساسية ألا وهي بلترة وتقوية وتصليب الحزب؛ ولبلوغ هذه الأهداف لا بد من جريدة مركزية قوية، وبشكل عام إعلام حزبي قوي. لذلك يجب أن تستمر جريدة النهج الديمقراطي في القيام بوظيفتها الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية مع العمل على تقوية أدائه.

إن النضالات والاحتجاجات الشعبية والعمالية تبقى معزولة وقليلة التأثير إن لم تقم الصحافة بالتعريف بها؛ وتبقى الإجراءات المخزنية اللاشعبية بدون رد نضالي من الجماهير الشعبية إذا بقيت مخفية ولم تقم الصحافة بفضحها؛ وتبقى التجارب العالمية والشعبية دون فائدة إن لم تنشرها الصحافة وتعمم الاستفادة منها؛ ولا تتحول المعركة العمالية في معمل إلى صراع طبقي إلا إذا عممتها الصحافة وشاركت فيها الطبقة العاملة وهي واعية بأنها تخوض صراعا ضد الطبقة البورجوازية؛ ولن يتم الصراع ضد الثقافة السائدة وأبواق الدعاية المخزنية دون صحافة بديلة تكشف رجعية هذه الثقافة وزيف هذه الدعاية، وتعمل على نشر وتوضيح أيديولوجية الطبقة العاملة ولن تنظم الطبقة العاملة صفوفها وصفوف حلفائها دون جريدة مركزية قوية.

ومعلوم أن الكتلة الطبقية السائدة تعتمد على سبل وآليات متنوعة للدعاية لسياساتها ولتضليل المواطنات والمواطنين؛ وتجند للقيام بذلك جيشا من الخبراء والتقنيين وتصرف على أجهزة دعايتها أموالا ضخمة لتمكينها من تمرير سياستها وتأبيد الاستغلال والفساد؛ وتعمل كل وسائل الإعلام التي تؤسسها على خدمة مصالحها الطبقية ومصالح الدول الرأسمالية؛ ويبقى شعار حياد الإعلام الذي ترفعه مجرد ذر للرماد في العيون؛ وقد ظهر ذلك بكل جلاء مع توالي الأزمات وجائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، إذ عرت الرأسمالية عن وحشيتها وتخلت عن شعاراتها البراقة والخادعة. إن مواجهة آلة الدعاية المخزنية والرأسمالية ليست بالمهمة السهلة ولن تتم بين ليلة وضحاها، بل عملا دؤوبا وعزيمة صلبة وتضحيات كبيرة؛ وتبقى معركة الإعلام مرتبطة بتطور الصراع الطبقي وبموازين القوى التي يفرزها لأن حالة الإعلام ما هي إلا انعكاس للمجتمع وتناقضاته.

يؤكد ما سبق الحاجة إلى إعلام قوي ملتزم بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين، وعلى رأسه الجريدة المركزية؛ الشيء الذي يفرض على المناضلات والمناضلين الانخراط في عملية النهوض به، وتوفير كل الإمكانيات المادية الضرورية لتقويته.

وكما سننجح في بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين سننجح في بناء وسائل إعلامه القوية، وعلى رأسها جريدته المركزية؛ إن النهج الديمقراطي العمالي قد ألف التحديات، وعزيمة مناضلاته ومناضليه لا تتراجع مهما كانت مشاق الطريق ووعورة المسالك لأنهم جبلوا على التضحيات، والطبقة العاملة المغربية لن تتخلى عن المهام التي ألقاها عليها التاريخ. نعلم أن الطريق ليست مفروشة بالورود ولكننا متأكدون من أن المستقبل للطبقة العاملة.


* كلمة العدد 500 من جريدة النهج الديمقراطي


annahj-500-mars افتتاحية: في الحاجة للإعلام الملتزم بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحين