مالعمل من اجل القضاء على شأفة العنف الطلابي؟

مالعمل من اجل القضاء على شأفة العنف الطلابي؟
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 مالعمل من اجل القضاء على شأفة العنف الطلابي؟


مالعمل من اجل القضاء على شأفة العنف الطلابي؟

انتبه النظام إلى وضع الجامعة بالمغرب، فاتخذ قراره الاستراتيجي بالقضاء على دورها الرائد في الصراع السياسي ببلادنا.لذلك إستعمل سياسة مزدوجة كان شقها الأول الحل القانوني لاوطم، وبعده المنع العملي معززا بالاعتقال والسجون في حق كل القوى المناضلة اليسارية، وفي شقه الثاني تفجير الحركة الطلابية من الداخل عبر زرع وتشجيع التيارات الايديولوجية الرجعية وتمكينها من الهيمنة وخلق كتائب قابلة بتلقي التوجيه المباشر والغير مباشر من الدوائر الاستخباراتية.

انتهت اليوم عملية تلغيم الجامعة وبلقنة الحركة الطلابية، ومن مظاهر اكتمال هذه العملية:

1- غياب اوطم واستمرار الحظر العملي. الساحة الطلابية تعيش بدون إطارها العتيد اوطم وفقدت الحركة الطلابية نقابتها المناضلة. استطاع النظام أن يرمي بالكرة في مرمى الفصائل بعد أن رفع الحظر القانوني وتأكد بأن بلقنة الحركة الطلابية كافية على استحالة بناء اوطم. تعتبر أغلبية الفصائل هذا الوضع مثاليا، لاستمرارها كفصائل، وأن أية محاولة لبناء وحدة المنظمة الطلابية على أساس مبادئها الأصلية، هي نفي لأسباب وجود تلك الفصائل.

2- انتبه النظام إلى امتدادات الحركة الطلابية خارج الجامعة، إنها تشكل مستنبتا للأطر ومسؤولي العديد من القوى السياسية بالمغرب، لذلك شجع على الفرقة والشقاق ودفع بالتناقضات إلى حدودها القصوى. هكذا دفعت التناقضات إلى حد الاقتتال وإعلان الحرب وسقط قتلى ومعطوبين وزج في السجن والمعتقلات بالعشرات نتيجة هذه المعارك. إن كل فريق يعتقد انه يخوض معركته الحاسمة، وأنه سيطهر الجامعة من العدو المفترض. إن ما يمارس داخل اسوار الجامعة، لا يعدو عن كونه احتراب ميليشيات ينتمون طبقيا الى نفس الطبقات الاجتماعية لكنها مسيرة لخدمة مصالح مغلفة بدخان ايديولوجي كثيف وحتى مسيرة من طرف اجهزة الدولة التي لها مصلحة في الاحتراب والتلغيم.

3- بالإضافة إلى الاستقطاب الفكري والأيديولوجي وتحويله إلى مصدر الاقتتال، ظهر عامل النزعة الهوياتية، فظهرت ما يسمى بالحركة الامازيغية. لقد أصبح النزاع على الهوية، والنفخ في التناقضات العرقية، بل افتعال التناقضات بين مكونات يستحيل التدليل على وجودها المادي، لتنشب معارك وحروب ويسقط قتلى وتعتبر كليات ومراكز جامعية مناطق محررة من طرف هذا الفصيل أو ذاك.

هل تستطيع الحركة الطلابية اليوم أن تخرج من هذه الدوامة لوحدها؟ لا اعتقد بل أكاد اجزم. أن الحل لن يأتي إلا من خارج هذا الوضع الموبوء والمأزوم. الحل هو أن تعمل الفصائل المقتنعة بواجباتها تجاه الحركة الطلابية على بناء الانوية النقابية القاعدية لاوطم في الكلية أو المدرسة، وأن يعمل المناضلون الماركسيون على الارتباط الفكري والوجداني وبعلاقات منظمة مع الطبقة العاملة والكادحين في المدن والبوادي، وان تتم محاصرة ومقاطعة كل الفصائل الداعية للعنف أو الجارية ورائه، وفضح مخاطره على عموم الحركة الطلابية، والحل هو ايضا إنشاء أدوات الارتباط بالحركة الاحتجاجية للجماهير التي توجد فيها الكليات او المراكز الجامعية.

فكما أن النقابة لا يمكنها إلا تحسين شروط الاستغلال بالنسبة للطبقة العاملة، فإن اوطم في أحسن الحالات، لن تستطيع إلا تنظيم الطلبة من اجل انتزاع الحقوق والمكتسبات، لكنها لن تستطيع لوحدها تغيير سياسات الدولة في التعليم، لان تلك السياسة مرتبطة بعدة عوامل وبسلطة كتلة طبقية سائدة، ولن يتم النجاح في مواجهتها وهزمها إلا عبر العمل السياسي المباشر عبر الأحزاب السياسية المناضلة وعلى رأسها بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة والكادحين. ولكي ينجح ذلك يجب ان ينخرط الطلبة في عمل من خارج الجامعة وبارتباط مع الطبقة العاملة والقوى المناضلة.