كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع المعتقلين السياسيين

كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع المعتقلين السياسيين





كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع باسم المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي في المهرجان التضامني مع المعتقلين السياسيين





عائلات المعتقلين السياسيين والمختطفين مجهولي المصير
السادة والسيدات ممثلو الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية الحاضرة معنا
الرفاق/ات، الإخوة والأخوات
الحضور الكريم،

باسم المكتب السياسي، وباسم كافة مناضلات ومناضلي حزب النهج الديمقراطي العمالي،
نحييكم/ن تحية النضال والصمود والوفاء للشهداء،
تحية الفخر والاعتزاز بصمود ونضال المعتقلين السياسيين الذين يضحون بحريتهم من أجل خير الوطن والشعب والصدح بالحقيقة والتشبث بالمبادئ السامية التي يؤمنون بها.

وتحية عالية لعائلات المعتقلين السياسيين والمختطفين وكافة ضحايا القمع والاضطهاد في بلدنا العزيز.
ومرحبا بالجميع في هذا المهرجان التضامني مع المعتقلين السياسيين الذي ينظمه حزبنا التعبير عن التضامن معهم والمطالبة بإطلاق سراحهم، والكف عن سياسة القمع والاعتقال السياسي والهجوم على الحريات العامة.

وهذا المهرجان التضامني في سياق نضال واهتمام حزبنا بقضايا الشعب المغربي وضمنها قضايا الحريات العامة وبالأخص قضية الاعتقال السياسي، هذا النضال الذي نعتبره جزءا من النضال الذي تخوضه القوى الديمقراطية والحية من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين كجزء من النضال العام الذي يخوضه شعبنا وقواه المناضلة ضد الاستبداد المخزني وسياسة القمع الممنهج والمتصاعد الذي يشنه هذا النظام ضد القوى والأصوات الحرة والمعارضة له ولسياساته الطبقية التي تستهدف تكميم الأفواه والإجهاز على المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حققها الشعب المغربي وقدم من أجلها التضحيات تلو التضحيات منذ الاستقلال الشكلي وإلى حدود الآن. تضحيات يشهد عليها آلاف الشهداء والمعتقلين السياسيين والمختطفين مجهولي المصير والمنفيين.

ولازالت سياسة القمع والحصار والاعتقال السياسي والمحاكمات الجائرة، كجزء من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مستمرة ، بل وعرفت في الفترة الأخيرة، وخصوصا منذ حراك الريف، تصاعدا كبيرا باستهداف المناضلين ونشطاء الحراكات والنضالات الشعبية و التواصل الاجتماعي والصحفيين، مما يفند شعاراته حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهد الجديد وغيرها من الشعارات الزائفة ، ويؤكد أن ما سمي بتجربة “العدالة الانتقالية” وعي أو الإنصاف والمصالحة ما هي إلا يافطة وغطاء لمحاولة النظام تبييض ماضيه الرهيب المتعلق فيما يخص الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ولن يستطيع النجاح في ذلك، مهما حاول تلميع صورته أمام الرأي العام الخارجي وترأس لمجلس حقوق الإنسان، ما دام النضال، نضالنا جميعا، مستمر ضد الاستبداد المخزني ومن أجل الكشف عن الحقيقة كاملة حول هذه الانتهاكات الجسيمة ومنها ملفات الاعتقال السياسي والاختطاف ومحاسبة المسؤولين المتورطين في ذلك.

إن ما يشجع النظام على هذا التصعيد في سياسته القمعية هو الاختلال الواضح لموازين القوى لصالحه بعد خفوت حركة 20 فبراير واستطاعته الالتفاف على مطالبها في الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة. ويرجع ذلك إلى ضعف وتشتت القوى المناضلة وعدم استطاعتها، رغم المجهودات المبذولة، بناء الجبهة السياسية والشعبية الواسعة التي من شأنها مواجهة سياسة النظام بشكل جماعي ومنظم.

الرفاق/ات، الإخوة والأخوات

إن الاعتقال السياسي، إذن، قضية طبقية تدخل في صلب الصراع الطبقي الذي يخوضه الشعب المغربي وقواه المناضلة ضد الكتلة الطبقية السائدة والنظام المخزني الذي يمثلها ويحميها ويدافع عن مصالحها ضد كل من يهددها ويسعى للتغيير الديمقراطي الحقيقي وبناء مجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وليس غريبا، والحالة هذه، أن يضخم النظام من أجهزته القمعية وأن يوظف جميع أجهزته بما فيها القضاء لقمع المعارضين والمناهضين لسياسته قصد الترهيب وإشاعة جو عام من الخوف والرعب وسط المجتمع.

لذلك فمواجهة سياسة القمع والاعتقالات هي جزء من المعركة ضد نظام الاستبداد والفساد، وبناء نظام ديمقراطي وطني شعبي حيث الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين/ات.

ولا يمكن أن تنجح في هذه المعركة إلا إذا تم خوضها بشكل منظم و جماعي في إطار جبهة شعبية واسعة تضم كل القوى المناهضة للنظام المخزني وذات عمق شعبي تتوحد على قاعدة برنامج سياسي واجتماعي للتغيير الديمقراطي تلتف حوله جميع الطبقات والفئات المتضررة من الوضع القائم والتواقة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة.

ومن أجل ذلك لابد من إطلاق المبادرات السياسية والحقوقية والنضالية من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين سواء بشكل فردي كهيئات أو بشكل جماعي عبر التنسيق وتوحيد المبادرات النضالية بشأن الملف.

ونتمنى أن يشكل هذا المهرجان خطوة لتصعيد النضال لفرض إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ولفرض احترام حرية الرأي والتعبير والتظاهر.

فكل التضامن مع المعتقلين السياسيين.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.
ونضالنا مستمر حتى إطلاق سراحهم جميعا.
نحييكم مرة أخرى تحية النضال والصمود.