من وحي الاحداث 388 : الدولة البوليسية لم تعد تهتم بإخفاء عورتها

من وحي الاحداث 388 : الدولة البوليسية لم تعد تهتم بإخفاء عورتها
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

من وحي الاحداث 388
التيتي الحبيب
الدولة البوليسية لم تعد تهتم بإخفاء عورتها

صدرت نتائج مباريات توظيف الاساتذة لسنة 2020 وشابها شطط لم يعد من الممكن السكوت عليه. لقد حرم المناضلات والمناضلين من حق التوظيف عبر المباريات وهذا أمر بات مؤكدا لا يدخله شك. الدولة تنتقم من الشباب المناضل وتمنعه من التوظيف. الدولة اختارت عن سبق اصرار ارسال اشارات بانها لن توظف إلا من ترضى على سلوكه وعلى مواقفه.
الدولة تعامل الاصوات المعارضة بحرمانها من حق مكتسب بقوة القوانين التي وضعتها هي نفسها. انها بذلك تشرعن خرق قانونها وتسفه تشريعاتها. فبممارساتها التمييزية هذه بين المواطنات والمواطنين، تعلن بأنها دولة في خدمة جزء من الشعب بينما تمنع عن الجزء الآخر هذه الحقوق الطبيعية الاساسية.
ما تقوم به الدولة في المغرب اليوم بشكل معمم وسافر هو نفسه الذي مارسته الادارة الامريكية في اوج الحرب الباردة ضد الشيوعيين او كل من اعتبرته شيوعيا تحت توجيه وقيادة السيئ الذكر ماكارتي لقج كانت الادارة الامريكية تحرم المواطنات والمواطنين من حقوقهم المدنية بالارتكاز على هويتهم وقناعاتهم السياسية والفكرية. على هذا الغرار باتت الدولة المغربية تستهدف بعض القوى السياسية المناضلة والمعارضة حتى تعزلها وتحاصرها وتمنع التحاق الشباب بصفوفها.
بالأمس القريب صرح والي بنك المغرب في معرض حديثه عن شروط تجاوز الازمة الاقتصادية والاجتماعية الحالية وأوصى بواجب الدولة باحترام حقوق الانسان في السياسة وفي الاقتصاد، ومعنى هذا الكلام ان للسلم الاجتماعي ثمن..لكن على ما يبدو كان لوزارة التربية رأي مخالف تماما؛ انها قامت بضرب حقوق الانسان في الاقتصاد بمنعها المعارضين من الوظيفة في القطاع العمومي. يعكس هذا السلوك الارعن تخبط الدولة، وهذه علامات الازمة البنيوية التي يعيشها الحاكمون أي اولئك الذين هم في الفوق. انهم يتخبطون، يفقدون المصداقية، وخطابهم لم يعد يقنع احدا من الذين هناك في التحت أي الشعب.
الدولة البوليسية تغولت الى درجة انها لم تعد معنية بإخفاء عورتها. لقد اصابتها السكتة الدماغية ولم تعد تفكر إلا بالجزمة.
انتم ايها المفرزون امنيا، انتم ايها المرسبون عمدا …لقد أصبحتم جيشا من المضطهدين المحرومين من حقكم الطبيعي، فالكلمة لكم والرأي رأيكم، لم يعد السكوت مقبولا او مباحا. ان سؤال مالعمل؟ ينتصب امامكم. بكل تأكيد هناك حل، وبكل تأكيد لن يكون حلا فرديا بل هو حل جماعي. في ذات الوقت لم يعد مقبولا من القوى المناضلة غض الطرف على هذا الاستبداد والظلم، وعليها حتما ان تعمل معكم يدا في يد حتى استرداد الحقوق ووقف هذا التمدد للدولة البوليسية الظالمة.