البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته

البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449 البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته


البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته

كما كان منتظرا منذ مدة انتهت صلاحية حزب البيجيدي ولم تعد للمخزن به حاجة. أكثر من ذلك، استعمل البيجيدي ككبش المحرقة وألصقت به كل مظاهر الاستبداد واستغلال النفوذ وكل أعطاب السياسة والفشل الذريع للاختيارات الاستراتيحية للنظام القائم ودولة الكمبرادور. ولأن الأوزار والمصائب كبيرة جدا، كانت الفاتورة مرتفعة أُرغِم البيجيدي على تأديتها في انتخابات 8 شتنبر 2021. فقد فيها 112 مقعدا في البرلمان وكاد أن يجد نفسه بدون مقعد لولا ريع القاسم الانتخابي الذي سبق له أن رفضه.

استُهلِك البيجيدي كبارشوك ضد حركة 20 فبراير واستُعمل من اجل قمع ما سماه أحد دهاقنة هذا الحزب نفسه بتغول الشعب وساعد وبرر وغطى على كل مظاهر الدولة البوليسية وتغولها. استُعمل أيضا في ضرب حقوق ومكتسبات الكادحين من الحق في الشغل القار وضرب صندوق المقاصة وفي التعليم العمومي والصحة المجانيين. لقد كان هو لسان حال النظام أكثر من غيره من أحزاب الأغلبية المخزنية، كما استُعمل لترسيم ومأسسة التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ وفي عهد رئاسته للحكومة تم قطع أشواط من التطبيع لم يكن النظام ليتجرأ عليها في جميع عهوده.

يفهم من طريقة التخلص من البيجيدي أن النظام يريد إغلاق قوس هاجس حركة 20 فبراير وليدشن مرحلة استرجاع المشروع المخزني الذي كان قيد التنفيذ قبيل 2011. بعد استهلاك البيجيدي وإلصاق نتائج الفشل به، نرى البام يسترجع دوره المحوري في المشهد السياسي المخزني ويستعد للعب أدوار ريادية في المشروع المخزني وهي نفس الأدوار التي اسقطتها حركة 20 فبراير على غرار ما لحق بمشروع بن علي في تونس.

اختار النظام أن يجعل من مناسبة انتخابات 8 شتنبر فرصة الإعلان إتباع السير على خطى ما حصل في مصر وتونس… أي التخلص من كل تبعات السيرورات الثورية التي اندلعت بالمنطقة. أراد النظام أن يعطي لهذا الاختيار طابعا شعبيا وأن يصوره وكأنه اختيار وحكم الشعب على مرحلة كاملة وأن المستقبل هو للمشروع الذي تم التراجع عنه في فترة 20 فبراير.

بعد تخلي النظام عن البيجيدي وإخراج منظومة حزبية مخزنية أخرى، ستشهد الساحة الشعبية والنضالية تطورات مهمة للغاية أساسها رسوخ القناعة بأن كل الأحزاب المخزنية أو التي تسعى لتغييره من الداخل سيكون مصيرها إلى مزبلة التاريخ؛ وأن التغيير هو من صنع الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة والكادحين، وأن السيرورة الثورية ماضية إلى غاياتها لن توقفها المناورات والدسائس المخزنية.