الأمن القومي يرعاه الأسد الأفريقي يا للعجب!

الأمن القومي يرعاه الأسد الأفريقي يا للعجب!
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

الأمن القومي يرعاه الأسد الأفريقي يا للعجب!

لا زالت سياسة تطوير العلاقات بين النظام المغربي مع الكيان الصهيوني مسترسلة وتتوجه الى قطاعات حساسة بالنسبة للعديد من البلدان وهنا عندنا لم يعد هناك مانع او حتى شكل التحفظ الذي تفرضه الاعتبارات السيادية.

بالأمس أعطي الضوء الأخضر لرئيس البرلمان المغربي لاستضافة رئيس ما يسمى بالكنيست الصهيوني وكانت زيارته لقبة برلمان المغرب اول زيارة من نوعها بالنسبة للدول المطبعة او المرتمية في مستنقع الخيانة ولا واحدة استطاعت ان تدفع مؤسساتها النيابية لاقتراف ما فعله البرلمان المغربي. لقد حققت هذه المؤسسة السبق في الانبطاح والتزلف للوبي الصهيوني على الصعيد الدولي.

اما المستجد الخطير أيضا هو مشاركة الكيان الصهيوني بفرقة عسكرية عن لواء من الجيش الصهيوني له رمزية عدوانية تميزه عن باقي مكونات جيش الاحتلال. لقد رفع الكيان الصهيوني من درجة حضوره في مناورات الاسد الافريقي لعام 2023 التي اختتمت يوم 16 يونيو 2023 من مستوى الحضور كمراقب الى درجة الحضور بفريق عسكري يمثل لواء غولاني السيء الذكر.

“وهو لواء مشاة تشكل عام 1948 بعد انشقاقه عن عصابات الهاغانا، شارك اللواء في حرب 1948 ضد المقاومة الفلسطينية مرتكبا مجازر في حق الشعب الفلسطيني، وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وفي حرب 1967 قاتل لواء غولاني على الجبهتين الأردنية والسورية، وفي حرب 73، وفي اجتياح لبنان عام 1982، شارك في العدوان على لبنان عام 2006 وتكبد خسائر فادحة على يد حزب الله.” (معطيات عن صفحة الرفيقة المناضلة خ.ا).

انه مكر التاريخ أن تحضر عصابة غولاني لتتبع اخبار ومعطيات الضباط والجنود الذي شاركوا في حرب 1973 في الجولان ولتكتب نهاية تاريخ الممانعة وارادة الشعوب في عزل هذا الكيان المجرم. حضرت الكتيبة لترفع من درجة التطبيع الى حد اختراق السيادة الامنية المفترضة وتلويث ذاكرة الشعب المغربي ودفعها للقطيعة مع التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني وإزالته من وجدانه.

لكن ما لايدركه الساهرون على تطوير هذه السياسة الرجعية وهو انهم كلما أمعنوا في مخططاتهم يزيد شعور شعبنا بالعار والمهانة ومن اسرار التاريخ هو ان هذا الشعور بالعار يتحول الى الإحساس بالانتفاض عليه والنضال الحازم من اجل مسح العار وإعادة الاعتبار للشعور الوطني الصادق تجاه ذاته كشعب وتجاه الشعوب المظلومة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المغتصبة أرضه وحقوقه الراسخة.

ومن مفارقات هذا الوضع البئيس الذي يفرض على شعبنا هو إذلاله إلى درجة استباحة الأمن القومي المفترض تحصينه بعد السيادة الغذائية والطاقية وجعلها مرهونة بيد الامبريالية الامريكية وحليفها الكيان الصهيوني.