لفت انتباه وتسجيل موقف

لفت انتباه وتسجيل موقف
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 لفت انتباه وتسجيل موقف


لفت انتباه وتسجيل موقف

الاخوة في تحالف الفيدرالية وفي الحزب الاشتراكي الموحد تبررون موقف المشاركة في الانتخابات المحلية والتشريعية بهدف الفوز فيها والتاثير من داخل المؤسسات وإسماع برامجكم للدولة والتغيير من الداخل.

وانتم مقبلون على هذه الخطوة وتنظمون صفوفكم من اجل ذلك نسمع ونقرأ ان ما يسمى بالتزكيات تجري بالطريقة الكلاسيكية والتي اعتمدتها الاحزاب المخزنية والملتحقة بدار المخزن. يرشح من الكواليس بان عدوى التزكيات المشبوهة وأساليبها تكون قد انتقلت الى بعض فروعكم او جهاتكم.

اذا كان ذلك هو الواقع والحقيقة فكيف لكم ان تقنعوا المواطنات والمواطنين بأنكم مختلفون عن جوقة المخزن وانتم تستقطبون محترفي الانتخابات. ما يثير الاستغراب هو ما نطلع عليه من كلام يبرر ضرورة اللجوء الى محترفي الانتخابات كمرشحين لان اليسار لا يمتلك تجربة في الميدان ولا يمكنه هزم الخصوم الا باعتماده على لاعبين لهم الخبرة والدراية. يعتبر هذا الامر لوحده كافيا على الحكم على فشل هذا اليسار في تغيير النظام من داخل مؤسساته لأنه يعتمد على جنود مرتزقة عوض جيش من المناضلين المخلصين. من جهة ثانية وبسعي هذا اليسار الى التواصل مع الجماهير عبر هؤلاء المرتزقة ومحترفي الترشح للانتخابات ان ينفر الجماهير وحتى القواعد من هذه الاحزاب التي قررت ان تلعب هذه اللعبة البئيسة.

لابد ايضا من تسجيل تلك المفارقة بين برامج واطروحات هذا اليسار الانتخابوي والتي تدبجها المؤتمرات والمجالس الوطنية والندوات الداخلية القائلة بتخليق الحياة السياسية وبوضع شروط لها ومنها حل الاحزاب الادارية ومساءلتها عن افساد الحياة السياسية ومن منع استعمال المال والنفوذ من اجل تزوير الانتخابات وهلم جرا من الكلام المنمق من اجل دغدغة عواطف القواعد المناضلة فهذه الشروط والمطالب سرعان ما يتم التخلي عنها والهرولة لاستعمال نقيضها وارتكاب نفس الممارسات التي يستعملها الخصوم بل السعي للتحالفات مع الاحزاب الادارية التي من المفترض حلها لأنها ارتكبت جرائم سياسية افسدت الوضع العام ومهدت او ساهمت في جرائم ما ينعت بسنوات الرصاص.

لكل ذلك نلفت انتباه القواعد المناضلة الى هذا السلوك الانتهازي للقيادات المتنفذة داخل اليسار الانتخابوي الذي يناقض الخطاب السياسي والبرامج والالتزامات التي قدمت في المؤتمرات وفي برامج سابقة. ان هذا السلوك يقود هذا اليسار الى السير بخطى ثابتة وراء الاتحاد الاشتراكي للاندماج في المنظومة المخزنية طال الزمان او قصر.